الولد المهذّب

                                   (ترجمها المؤلّف من الفرنسيّة لتلاميذه في الصّف السابع)

   ذات يوم بينما كان صبيّ عمره خمس سنين يسير في الطريق مع أمّه، التقى بفقير طاعن في السنّ، فأعطته أمّه بدرة1 مال ليناوله إيّاها. وقبل أن يفعل ذلك، رفع قبّعته احترامًا له ثمّ حيّاه وعاد إلى أمّه مسرورًا راضيًا. أليس عمله جميلًا؟

   حقًا إنّها لأمثولة عميقة قد علّمنا إيّاها ذلك الولد! فقد نزع قبّعته عن رأسه أمام الفاقة، وأضاف إلى الحسنة التي أعطتها يده حسنةً أسمى، هي حسنة القلب والنفس؛ وأظهر لنا الأدب في صورة جديدة جميلة.

   إنّ عمل ذلك الصبي كان صادقًا بريئًا صادرًا عن قلب طاهر. وتلك الطهارة أكسبت أمثولته جمالًا وقوّةً. لقد قال لنا بصراحة ووضوح أن نكرّم كلّ مخلوق إنسانيّ ونعتبره أخًا لنا في الآلام.

   ونحن بوسعنا، بعدما رأيناه من هذا المهذّب الصغير، أن نتمّم كلام أحد الحكماء الفرنسيين: إنّ الأدب كالفكر السامي يصدر عن القلب.


1 - بدرة: كيس فيه كمّية من المال يقدّم في العطايا.